الآمـــــــــــــــــــــي
أتالم ... أتالم كثيراً .. أنا ابتعدت عنك أو أنني لم أرك قط .. و لكن أنا لا أحتاج لأراك حتى أعرف عمق جمالك .... جمال ليس له مثيل ... رأيته بالصور ... قبل أن يتحول إلى رماد .. رأيته و كان يانعاً أخضر ... خضار براق .. سماء صافية ... جبال و سهول خضراء واسعة .... هواء يتدفق لرئيتك ... و شعور ليس له مثيل .... هذا ما قيل لي ... هذا ما سمعته و ما رأيته بالصور.... و هذا ما أتمنى أن يكون جزء من حياتي ... ولكن ليس الأن ... الأن تحول إلى رماد صحراء قاحلة سوداء ... الآم موجعة .... الآم فاجعة ... ما كان أخضر اللون أصبح أسود ... و ليس أُي سواد .. سواد قاتم سواد ملئ بالدماء ... و كل يوم تمتطر فيه أمطار غزيرة ... وليست أي أمطار إنها أمطار الحزن إنها دموع الأحباء ...... يبكون خوفا و ليس أي خوف إنه الخوف من الخالق الجبار من أن لا يكون راضٍ عنهم يبكون خشية من الله لأنهم يعلمون أنه سيظلهم يوم لا ظل إلا ظله ... و مع ذلك تراهم شجعان ... قلوبهم واسعة إمتلئت بذكر الله .... لا يحملون في قلوبهم إلا الأمل بالنصر و الثقة بالله القادر على نصر عبيده .... تكاتفت أيديهم و تحاببت قلوبهم .... عالمين بأن النصر قريب .... صابرين على المحن ... مأسورين في مكان ضيق و قد أحاطهم جدار الظلم ... كابتين مشاعرهم التي أقفلوا عليها بقفل الصبر .... منتظرين يوم النصر القريب ... يخرجون كل يوم بشجاعة مطلقين العنان لصبر دام سنين طويلة ... قائلين بكل فخر و اعتزاز :
"صبرنا و صبرنا و سنصبر لحين النصر القريب"
يواجهون أعداء الله بكل شجاعة .... لا يخافون من الموت لأن هدفهم هو الحرية و هم يعلمون بأنهم إذا انتقلوا إلى رحمة الله سوف يأتي غيرهم و يكملون المسيرة ... مسيرة !! و أي مسيرة ؟ ... إنها المسيرة التي دامت سنين طويلة ... مسيرة الدفاع عن حريتنا و كرامتنا و نشر دين الله ... لنكمل مسيرة الرسول – صلى الله عليه و سلم - بنشر دين الله و عبادته ... هل تعلمون عن ماذا أتحدث ؟ عن أي أرض أصف , و أتحسر ؟ هل تعلمون ؟ هل نسيتم واجباتكم إتجاه أرضنا ؟
هل انغمستم في ملذات الدنيا التي حضرها لكم أعدائكم ؟ هل فقدتكم شجاعتكم , أم هل فقدتم انتماكم و أصلكم ؟
هل امتلئ الخوف قلوبهم ؟
هل خدعوكم بهذه السهولة ؟
أعتقد بأن الأجابة عن كل هذه الاسئلة هو نعم , نعم و ألف نعم
أنتم تعلمون عن ماذا أتحدث و عن أي أرض أصف و أنتم تعلمون بأنكم انغمستم في ملذات الدنيا التي جهزها لكم أعدائكم على طبق من ذهب , و تعلمون بأنكم فقدتكم شجاعتكم و فقدتم انتماكم و أصلكم و امتلئ الخوف في قلوبكم و انخدعتم بكل سهولة بتفاهات أعدانا .... أصلنا أصلنا كيف نسيناه كيف نسينا بأننا ولدنا من بطون الامهات الفليسطينية الشريفات العفيفات ؟ كيف نسينا بأننا فلسطينيون ؟ كيف ؟!؟!؟!
و كيف بعنا أرضنا مقابل ثمن زهيد ؟ أتالم حينما استمع إلى بكاء الاطفال البريئين .... ما ذنبهم هم ؟ عندما حرموا من كل شئ ... عندما حرموا من الإستقرار و العيش حياة كريمة عندما حرموا من المأكل و المشرب و الملبس و العلاج والمسكن ...... و من كل شئ , عندما رآوا أعدانا يأخذون آباهم و إخوانهم و أخواتهم ......
هذا ليس كل شئ ... فلم نتوقف عند فلسطين أرض الشرفاء و أرض الانبياء ... بل بعنا سوريا أيضا .. بعناها بثمن أزهد معتقدين العكس , بعناها و لم نأبه لشرفنا .... وصلنا الى زمن و أصبحت بلادنا سلعة تباع و تشترى ... بلادنا التي بناها أجدادنا , بلادنا التي دفعوا أعمارهم و شبابهم في بناءها من أجلنا .... من أجلنا نحن !!! و نحن ماذا فعلنا ! عندما حان دورنا في حماية بلادنا بدمائنا و أرواحنا , ماذا فعلنا ؟ نحن سلمناها بكل سهولة ....
من نخدع ؟ عندما نعتقد بأن ما نفعله هو الصواب ... في الحقيقة نحن لا نخدع إلا أنفسنا ... ليت العرب يتوقفون عن الثرثرة و يصمتون و ينشغلوا في عمل ينفذونه و أمل يحققونه , و ليكن هذا الامل هو تحرير فلسطين و سوريا و تحرير أنفسهم ... ليتك يا فلسطين تعودين حرة أبية ... فلسطين يا حبيبتي ...
حبيبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتي فلسطين أخبريها يا غيووم ... أنها من أبعدت عني الألم والهموم .. حدثيها عن عشقي المجنوون ... وعن أنفاسي التي أحبتها ولاحظتها العيون ... وعن قلبي الذي أصبح بلونِ عينيها مفتون .... قوولي لها إنـــي أحبها بدمي وروحي ... فهي بقلبي ليلى وأنا العاشق المجنون .... أحببــتكِ وأنتِ النبض في قلبي وأنتِ له الهذيـــــان حبيبتي أنتي ملكة قلبي أأأأأأأحبك جدأأأأأأأ .... الحب ليـــس لمســة يد رقيقة والحــب ليــس اشتباك ايادي ولــيس كلـمــات تؤخــذ من الاغــاني والحــب ليــس حجارة تستخــدم لبنــاء قصر أوهامي !!! إنما الحب هو فلسطين .... فقط فلسطين .
المقالات المتعلقة بآلامي